أنا راحلة

أنا راحلة لكن هذه المرة دون رجوع فهذه المرة القرار حاسم , أعترف أنني رددت كلمة الرحيل مرات عديدة لكن لم أستطيع الابتعاد وكنت دائما أعود رغم كل شيء لكن القرار اليوم مختلف لأنني اكتفيت من عذاب الفراق وعدم الاكتراث بسبب كثرت انشغالاتك ولأن أحاسيسي لطالما كانت ضعيفة أمامك وأفكاري ظلت جامدة وتطاوعني في كل الأوقات, لكنها هذه المرة مستيقظة بعد سبات طويل واليوم كبريائها أكبر وأقوى من السابق وبصراحة لكل شيء نهاية وصبري معك تعدى كل الحدود ولأنني أخيرا علمت أن وجودي لم يعني لك شيئا وكان كعدمه وأن اتصالي بك كان إزعاجا وكنت تجيب فقط لإرضائي واعتذاراتك كانت مجرد تبريرات تبرئ بها نفسك من تهمة الإهمال والابتعاد , ورسائلك كانت مجرد وسيلة تهدأ بها ثوراتي ولتوهمني أنك تذكُرني وانقطاعك كان هدفه النسيان .

أنا لم أفهم رغبتك في الرحيل إلا متأخرة بسبب غبائي وثقتي الزائدة ولأني ظننت أن الحياة لا تستمر إلا بك والأحلام لا تتحقق إلا معك لكن ورغم تأخري في الفهم إلا أني اليوم مستعدة كل الاستعداد للرحيل واليوم كذلك أدركت أنني أستطيع العيش بعيدا عنك والأحلام تتحقق مع غيرك وحتى قلبي الذي لطالما نزف دما وفي كثير من اللحظات أحس أن نبضه سيتوقف ولأنه كان ينبض بنبضات وجودك ويفرح لفرحك ويحزن لحزنك لكن هذه المرة سأعلمه كيف ينبض من دونك وكيف يتعود على رحيلك

by houda